نابولي هي مدينة ذات تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، وتعد من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم. يرجع تاريخها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد حيث بدأ تأسيس المستوطنات اليونانية الأولى في المنطقة، تحديدًا في القرن التاسع قبل الميلاد، أسس البحارة الإغريق من جزيرة رودس ميناءً تجاريًا صغيرًا على جزيرة ميغارايد أطلقوا عليه اسم “بارثينوب”، وهو اسم مستمد من الأساطير اليونانية لكائنات السيرينا البحرية. مع مرور الزمن توسعت هذه المستوطنة، وأُعيد بناؤها في القرن السادس قبل الميلاد باسم “نيابوليس” أو “المدينة الجديدة”، لتصبح لاحقًا واحدة من أهم مدن ماجنا غراسيا (اليونان الكبرى) في جنوب إيطاليا. لعبت نابولي دورًا مركزيًا في الثقافة اليونانية التي انتشرت إلى روما لاحقًا، فشهدت تأسيس مبانٍ هامة مثل الأوديون والمسرح القديم ومعبد لآلهة كاستور وبولوكس التي تعكس عمق التراث الهلنستي فيها.

خلال العصور القديمة، أصبحت نابولي مركزًا ثقافيًا وتجاريًا بارزًا في المنطقة. سيطر عليها أولاً السامنيتون قبل أن يستولي عليها الرومان في عام 326 قبل الميلاد ويحولونها إلى مستعمرة رومانية مهمة. ورغم ذلك، احتفظت المدينة بطابعها الهلنستي الأصيل، وظل المناخ المعتدل بها وساحلها الخلاب وجهة مفضلة للرومان الذين بنوا فيلات فاخرة على امتداد خليج نابولي من بوتسوولي إلى سورينتو، مثل فيلا بوسيليبو التي كانت منتجعًا للأثرياء. كما قام الرومان بتطوير المرافق العامة مثل الطرق والأنفاق والموانئ والحمامات، ما عزز من مكانة نابولي الاقتصادية والاجتماعية. كما شهدت المدينة أوج ازدهارها الثقافي والفني في العصور الرومانية، حيث كان الشاعر فيرجيل من سكانها وقد عبّر عن إنجازات المدينة وروعته.

في العصور الوسطى، عرفت نابولي تحولات هائلة، فبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى جزئين في القرن الرابع الميلادي، أصبحت نابولي جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية. في عام 536 ميلادية، أصبحت نابولي دوقية تحت حكم البيزنطيين، وازدهرت تحت حكم الدوقات الذين اعتمدوا على التجارة والثقافة. ثم استولى عليها النورمانديون في القرن الثاني عشر وأدمجوها في مملكة صقلية، فحافظت على مكانتها كمركز تجاري وثقافي هام، وشهدت تأسيس جامعة نابولي عام 1224 التي تعتبر من أقدم الجامعات في العالم. وفي القرن الخامس عشر، انتقلت تحت السيطرة الإسبانية، وازدهرت اقتصاديًا وأصبحت أكبر مدينة في أوروبا حيث وصل عدد سكانها إلى 300 ألف نسمة. إلا أن القرن السابع عشر شهد تراجعًا اقتصاديًا بسبب الكساد والثورات مثل تمرد 1647 ضد الضرائب الباهظة. في القرن الثامن عشر وبعد عدة صراعات، استقلت نابولي لفترة قبل أن تقع تحت الحكم الفرنسي لفترة قصيرة إبان الحروب النابليونية، لتعود بعدها موحدة ضمن إيطاليا الحديثة.

اليوم، نابولي تعد ثالث أكبر مدينة إيطالية من حيث عدد السكان، ويعيش فيها حوالي مليون نسمة، وتقع بالقرب من بركان فيزوف المشهور الذي شهد ثورانًا دمّر مدينة بومبي القريبة. تشتهر نابولي بتراثها الثقافي الغني الذي يتجلى في الآثار اليونانية والرومانية، والفن المعماري المتنوع بين العصور الكلاسيكية والوسطى والحديثة. تم تصنيف وسط المدينة التاريخي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. تضم المدينة أكثر من 500 كنيسة تاريخية، وتشتهر بفنونها ومطبخها المميز الذي أثر على ثقافة الطهي العالمي، خصوصًا بيتزا نابولي الشهيرة. تعد نابولي اليوم مركزًا حضريًا نابضًا بالثقافة والتاريخ، حيث تحتفظ بتراث متعدد الحضارات جعل منها مزيجًا فريدًا من الجمال والثراء التاريخي.

موقع نابولي GoGoGo هو المنصة الأولى لعشاق نادي نابولي في الوطن العربي. هنا هتلاقي كل أخبار نابولي لحظة بلحظة: نتائج المباريات، جدول الدوري الإيطالي، وتحليلات الأداء. بنغطي انتقالات لاعبي نابولي، تاريخ النادي، الأرقام والإحصائيات، وأرشيف المباريات. كمان بنوفر بث مباشر مجاني لمباريات نابولي في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا، مع ملخصات فيديو وتقارير تفصيلية. لو إنت من مشجعي نابولي، فالموقع هو المكان المثالي لمتابعة فريق الجنوب الإيطالي الأزرق.

هذا الموقع يجمع فقط المقالات ذات الصلة. لعرض النسخة الأصلية، يرجى نسخ وفتح الرابط التالي:نابولي: تاريخ عريق ومعالم ساحرة